بقلم سعد شفان
(1 )
عزيزي un
تنبت حياتي مثل كيس بطاطا عفن داخل خيمكم
أنا اختنق
لماذا ليس هناك فتحات هوائية اخرى داخلها ؟
لا تقلق لن اشكو كثير ا ، يمكنك ان تنشر في صفحتك على فيسبوك
كيف انقذت حياتي من التشرد مع اسمي الثلاثي مضيفاً صورتي
الشخصية وأنا ابتسم، لك الحق في ذلك
عزيزي un
تنبت حياتي مثل كيس بطاطا عفن داخل خيمكم
أنا اختنق
لماذا ليس هناك فتحات هوائية اخرى داخلها ؟
لا تقلق لن اشكو كثير ا ، يمكنك ان تنشر في صفحتك على فيسبوك
كيف انقذت حياتي من التشرد مع اسمي الثلاثي مضيفاً صورتي
الشخصية وأنا ابتسم، لك الحق في ذلك
عزيزي un بعضنا لم ينجولم يزل يحظى بخيمة، في الحقيقة لا
احد منا نجا
هل تتوفر لديك إحصائية، عن عدد الذين يموتون عند نزوحهم
للمرة الأولى ؟
*******
لقمة الخبز الذي يحظى بها الإيزيدي، بعرقه و العمل في ساعات
ظهيرة الخانقة
عدد وجبات طعامه اليومية، ملابسه، شتائمه
هل لديك فكرة عما أقوله؟
أتعلم نحن نحب بعمق عادة، ولكن وفرتم لنا كل أسباب الكره
الواردة في العالم
خيمكم تقتل الكره و ينبت فيها أيضاً
****
خمس سنوات وأنا أنظر الى اسمك بخط أزرق
يمضي العمر مثل برتقالة مقشرة أمام الشمس، لا يلتفت إلينا ولا
نلتفت إليه
والأيام تسرع في المجيء كخبر سيء
وحده اسمك يبقى دون حتى أن يرف له جفن
احد منا نجا
هل تتوفر لديك إحصائية، عن عدد الذين يموتون عند نزوحهم
للمرة الأولى ؟
*******
لقمة الخبز الذي يحظى بها الإيزيدي، بعرقه و العمل في ساعات
ظهيرة الخانقة
عدد وجبات طعامه اليومية، ملابسه، شتائمه
هل لديك فكرة عما أقوله؟
أتعلم نحن نحب بعمق عادة، ولكن وفرتم لنا كل أسباب الكره
الواردة في العالم
خيمكم تقتل الكره و ينبت فيها أيضاً
****
خمس سنوات وأنا أنظر الى اسمك بخط أزرق
يمضي العمر مثل برتقالة مقشرة أمام الشمس، لا يلتفت إلينا ولا
نلتفت إليه
والأيام تسرع في المجيء كخبر سيء
وحده اسمك يبقى دون حتى أن يرف له جفن
(2)
أعتذر لكِ
نيابة عن الحرب التي لا تستطيع إعادة أبوكِ
نيابة عن جميع العظام التي لم تطابق حمضكِ النووي (DNA) في
الطب العدلي
لا بأس نحن لم نكن بالنسبة للحرب شيئاً
نحن مجرد ضرر جانبي يا حبيبتي
نيابة عن الحرب التي لا تستطيع إعادة أبوكِ
نيابة عن جميع العظام التي لم تطابق حمضكِ النووي (DNA) في
الطب العدلي
لا بأس نحن لم نكن بالنسبة للحرب شيئاً
نحن مجرد ضرر جانبي يا حبيبتي
( 3 )
يا أبي القاسي
أنا في الخامسة والعشرين من العمر الآن
أجلس تحت الطاولة التي في دكاننا، بل أستلقي على بكائي
أنا طفلك السيئ
لا أحب رائحة صفعاتكَ الكريهة التي تتركها على وجهي
ولا أحب أن تترك صراخك في أذني كطلقة حارقة
أنا في الخامسة والعشرين
طفلك السيئ
كل هذه السنوات وأنا لم أخرج من تحت الطاولة
لم أكتف من البكاء
منتظراً يدك الثقيلة أن تسحبني
يا أبي القاسي
أنا في الخامسة والعشرين من العمر الآن
أجلس تحت الطاولة التي في دكاننا، بل أستلقي على بكائي
أنا طفلك السيئ
لا أحب رائحة صفعاتكَ الكريهة التي تتركها على وجهي
ولا أحب أن تترك صراخك في أذني كطلقة حارقة
أنا في الخامسة والعشرين
طفلك السيئ
كل هذه السنوات وأنا لم أخرج من تحت الطاولة
لم أكتف من البكاء
منتظراً يدك الثقيلة أن تسحبني
( 4 )
أليس من المضحك أن تموت هكذا، بعد كل شيء، يا إلياس- هادئاً
كطير في الصحراء؟
يتناقلون سيرتك الذاتية كعامل بأجر يومي- لم يسترح أبداً ،
يقولون كيف كسركَ الفقر منذ البداية، وأنت تعيل عائلة كاملة،
عائلة من الشقاء والبؤس.
سيفهم أطفالك بأنك فعلت كل شيء لإطعامهم، بظهرك الأسمنتي
المكسور
كنت في الأربعين ترفع أكياس الأسمنت، كان الأمر مؤلماً كعيون
الأعمياء
لم تقتلك الحرب و لم تقتلك تلك الأيام التي كانت تحمل خنجراً في
يدها
الموت كلب جائع على الدوام، ولكن أنت، يا إلياس، كنت عظمة
مالحة ولحم طري عديم الحياة.
أليس من المضحك أن تموت هكذا، بعد كل شيء، يا إلياس- هادئاً
كطير في الصحراء؟
يتناقلون سيرتك الذاتية كعامل بأجر يومي- لم يسترح أبداً ،
يقولون كيف كسركَ الفقر منذ البداية، وأنت تعيل عائلة كاملة،
عائلة من الشقاء والبؤس.
سيفهم أطفالك بأنك فعلت كل شيء لإطعامهم، بظهرك الأسمنتي
المكسور
كنت في الأربعين ترفع أكياس الأسمنت، كان الأمر مؤلماً كعيون
الأعمياء
لم تقتلك الحرب و لم تقتلك تلك الأيام التي كانت تحمل خنجراً في
يدها
الموت كلب جائع على الدوام، ولكن أنت، يا إلياس، كنت عظمة
مالحة ولحم طري عديم الحياة.
( 5 )
لن نتحدث عنكِ اليوم بينما أبوكِ جالس في بيتنا
امي تقوم بتحضير الشا ي
لن نتحدث عن احتمالية موتكِ أو حياتكِ
لن نمرر اسمكِ مثل قدح ماء من فم إلى آخر
سنتظاهر بعدم معرفتكِ مثل سكير ساذج
لن نمسك الأمل من ذيله ونقول أنك ستعودين من سوريا أو أينما
كنتِ الآن
شرب أبوكِ الشاي لا نزال لا نتحدث عنكِ
لأكون صادقاً أريد أول حروف اسمك تخرج مثل صوت جنين
أريد أن أتأكد أنك لا تزالين تحتفظين بوجهكِ و يدكِ جيداً
سيقوم أبوك الآن أنتِ كسمكة صغيرة في عينيه يمكنني ملاحظتها
بوضوح
أريدكِ أن تفهمي شعور عينين تعيستين وهما يحملان احتمالية
سمكة ميتة
لن نتحدث عنكِ اليوم بينما أبوكِ جالس في بيتنا
امي تقوم بتحضير الشا ي
لن نتحدث عن احتمالية موتكِ أو حياتكِ
لن نمرر اسمكِ مثل قدح ماء من فم إلى آخر
سنتظاهر بعدم معرفتكِ مثل سكير ساذج
لن نمسك الأمل من ذيله ونقول أنك ستعودين من سوريا أو أينما
كنتِ الآن
شرب أبوكِ الشاي لا نزال لا نتحدث عنكِ
لأكون صادقاً أريد أول حروف اسمك تخرج مثل صوت جنين
أريد أن أتأكد أنك لا تزالين تحتفظين بوجهكِ و يدكِ جيداً
سيقوم أبوك الآن أنتِ كسمكة صغيرة في عينيه يمكنني ملاحظتها
بوضوح
أريدكِ أن تفهمي شعور عينين تعيستين وهما يحملان احتمالية
سمكة ميتة
سعد شفان ولد في سنجار-نينوى- العراق عام ١٩٩٥ بدأ بكتابة الشعر في سن سابعة عشر ولكن في البداية كانت مجرد خربشات ليست إلا، في عام ٢٠١٤ نزح بسبب هجوم داعش على المنطقة التي يسكن فيها مما انتج من ذلك القتل والسبي والخطف وكل انواع القتل البشعة التي يمكن يمارسها تنظيم إرهابي نتيجة لذلك كتب قصائد كثيرة عن الحرب والنزوح والقتل والدمار الذي حل بالمنطقة التي هرب منها، (القرى التي جئنا منها بلا ثياب) كما يقول في احد قصائده، منذ ٢٠١٤ يسكن في َمخيم النازحين (مخيم بيرسفي ٢) الذي يقع على اطراف زاخو- دهوك. شارك في مهرجانات شعرية عدة منها في بغداد و سليمانية، ترجمت له قصائد إلى كردية وانكليزية ونشرت أيضاً في عدة صحف في مختلف بلدان.