قصيدتان
بقلم محمود وهبة
دَزّينَةُ قَشّ
أنَا أبي
لَا أمْلِكُ إلَّا العَنَاوِينَ
وَهَذِهِ الشَّامَةَ عِلَى الوَجهْ.
أيُّ خَبَرٍ سَتَحْمِلُهُ الرِّيحُ إنْ كُنَّا عَاجِزِينْ؟
أيُّةُ مِلاءَةٍ لِعُراةِ الصَّيفْ؟
الحَقِيقَةُ وَجْهٌ تَحْتَ قَنْطَرَة.
أنَا أبي
أجْهَلُ الآتِي
وأُدَقِّقُ في الأَشْيَاءِ خِلْسَةً
أبْذُرُ جِسْمِي دُودَةً فِي الأَرْضِ
مِلْعَقَةً وَفَضَلاتٍ وإبْرَةَ جِيلَاتِين.
2-
لِمَنْ هَذِهِ الجُثَّةُ في الحَلْقِ؟
لَا شَيْءَ خَارِجَ المِنْفَضَةِ
القُنْبُلَةُ كَأنَّها رَاحَةُ يَدٍ.
خُذْ هَذِهِ الأَوْرَاقَ وَالدُّمُوعَ الشَّافِيَاتْ
خُذْ هَذَا الشَّبَقَ الأجْدَبْ
بِهَذِهِ الخِفَّةِ
يُمْكِنُنَا أنْ نَبْنيَ عَالَمًا
خَالِيًا مِنَ القُشُورْ
لِلْخِيَانَةِ اليَوْمَ صُوَرُهَا
لَعَلَّهُ بَاتَ عَلَيْنا
أنْ نُخْرِجَ هَذِهِ المَرَاثِي
مِنَ الحَلقْ.
صُنْدُوقْ
ثَلَاثُ حُبَيْبَاتٍ مِنَ المَطَرْ
تَأخُذُ الذَّاكِرَةُ شَكْلَ كِيسٍ مِنَ الجُنْفَيْصِ
تَتَّسِعُ
تَزْدَادُ خُشُونَةً
تُوَزِّعُ مَحْصُولَهَا عَلَى الحَاوِيَاتْ.
…
الذَّاكِرَةُ بِئْرٌ
قَفَصٌ
تِمْثَالٌ
خَزَّانُ أَسْرَارِ الآلِهَة.
كُرْسِيُّ الاعْتِرَافْ
لِخَطَايَا مُتَكَرِّرَة.
صدر لهُ مجموعتان شعريّتان بعنوان ” غلامٌ يطاردُ مجرّة ” و ” سيرةُ الأعرابيّ” لدى دار النهضة العربيّة صيف 2018 وآذار 2020 . والقصيدتان اللتان تنشرهما “بحر” هما من مجموعة جديدة تصدرُ قريباً في بيروت وحملت توقيع ” ليسَ حُبّاً بل دُعابة ” .